السوالمة في لبنان:

المعروف في مراجع الانساب أن عائلة الاسعد من آل علي الصغير في جنوب لبنان جزء من الجندل من السوالمة[1]، وكان سبب انتشار ذريتهم بواسطة محمد بن هزاع الوائلي الجد الأول لآل علي الصغير فيما لا يرد أي ذكر لغيرهم من السوالمة في لبنان. ذكر لي الاخ حسين المرعي من السوالمة في لبنان نقلاً عن والده الشيخ احمد شحادة المرعي بأن آل الصغير ليسوا من السوالمة، وأن السوالمة اخوالهم وعمومتهم إنما هي لانتسابهم لبني وائل، ويؤكد أن السوالمه وصلوا الى لبنان ايام فتوحات صلاح الدين الايوبي ولازالوا على عاداتهم العربية الاصيلة، ويعدون أكثر من 200 بيت، وكانوا يسكنون في بيروت الى أن هُجروا منها على أيدي حزب الكتائب المسيحي في عام 1976 أثناء الحرب الأهلية لمناصرتهم القضية الفلسطينية، وكانوا على تواصل مع عائلة الاسعد قبل الحرب وتبادلوا ومن اشهرها الزيارة التي قام بها الشيخ شحاده حمد المرعي والشيخ عافت بن جندل، الا ان التواصل انقطع بعد الحرب الاهليه. وتؤكد هذه المعلومات ما ذكره محمد جابر آل صفا أن "محمد بن هزاع الوائلي القحطاني من رؤساء عنزه وهو الجد الاول لآل علي الصغير، يتصل نسبه ببني تغلب القبيلة الوائلية المعروفة ونشأ في الباديه تحت ذلك الجو الصافي بين اخواله السوالمه وشب فارساً مغواراً شديد البأس."[2]، وكذلك حديث شبيب باشا الاسعد الذي أورده محمد بن تقي الفقيه حيث يقول "على عهد صلاح الدين الايوبي، جاء من بادية نجد جدنا محمد بن هزاع الوائلي القحطاني من رؤساء قبائل عنزه بجيش من اعراب بوادي قبائله الى بلاد جبل عامل بالديار الشاميه، وترعرع علي الصغير عند اخواله الاقربين وأعمامه الأبعدين "السوالمه وقد صرّح الباشا (المقصود شبيب الاسعد في كتابه العقد المنضد) بأن والد علي الصغير يُعرف بأحمد بن مشرف العاملي" .[3]

تقول نجاح طاهر في كتابها "الهجر" عن كامل الاسعد جد والد جدتها لامها "جده الاكبر محمد بن هزاع الوائلي القحطاني من رؤساء قبائل عنزة، هو أول من جاء بلاد البشارة (جبل عامل) والأمير عليها يومئذ بشارة بن مقبل القحطاني... ساق محمد بن هزاع حرباً على القحطاني، قامت على قدم وساق وانتهت بفوز محمد بن هزاع، فاستولى على البلاد وحكمها وتزوج ابنة بشارة وبقي أميراً عليها طوال مدة حياته. وبعد وفاته تلقّاها أبناؤه وأبناء أبنائه"

يروي شبيب باشا ابن علي الاسعد في كتابه العقد النضيد ان اولاد محمد بن هزاع قد سكنوا جبل عامل وآالت اليهم امور الحكم في بعض مناطقه فباشروا ببناء القلاع وترميم الحصون حتى انتهى بهم الامر الى احمد بن مشرف الوائلي وتقاسم احفاد محمد بن هزاع الحكم في بلاد جبل عامل فترة انتهاء العهد الايوبي وابتداء العهد المملوكي مع عائلات اقطاعيه اخرى كالاسره البشاريه والاسره الوائليه الاولى والاسره الشكريه والاسره السودونيه وتصارعت هذه العوائل على السلطه، فقضى آل حنش حكام البقاع في العهد المملوكي على آل بشاره وقضت الاسره الوائليه الاولى على آل سودون  في العام 1633 ميلادية ثم قضت الاسرة الوائلية على آل شكر في العام 1649 ميلادية (في بداية الحكم العثماني).

ويقول محسن الامين في كتابه اعيان الشيعه ان مبدأ حكم السوالمه (ال علي الصغير) كان بحدود عام 700 هجريه واستمر حكمهم في بلاد بشاره الى ما بعد الألف الى ان تغلب عليهم آل شكر بعد حرب جرت بينهم، قتلوا رئيسهم ورجال عشيرته( وهربت ) زوجة رئيسهم المقتول التي كانت حاملاً الى بني عمه السوالمه وهم بنو سالم المعروفون بالسوالمة، فخذ من افخاذ عنزة،  وولدت عندهم غلاماً اسمته علي تيمناً بأخيها الغائب وعرف بالصغير تمييزاً له عن خاله، كانت منازلهم في اطراف بادية الشام مما يلي نجد.[4]

بعض التناقضات الجديرة بالملاحظة:

في كتابه جبل عامل في التاريخ في الصفحات من370-382  يتحدث الحجة محمد تقي الفقيه عن حادثة مقتل والد علي الصغير فيقول: يقول العلامة الامين في كتابه اعيان الشيعة ان بيت شكر قتلوا والد علي الصغير وذويه الاقربين "ففرت" أمه وهي حامل به. في حين يقول شبيب باشا في مقدمة ديوانه، توفي والده وهو حمل ولم يكن في بيته من يخلفه في الزعامة "فجاء" اخوتها وحملوها اليهم. يعتقد بأن علي الصغير كان موجوداً قبل الألف الهجري وأنه لم يكن شاباً سنة 1059 هجريه حين قاد وقعة عيناتا ولا يعتقد أن بيت شكر هم الذين قتلوا والده. كما يقول ان هناك اضطراب فيما تحمله المصادر، ونحن لانزال نجهل الوقت الحقيقي الذي وُجد فيه علي الصغير فضلاً عن وقت ولادته ووفاته، ويقول أن الشيخ يوسف العمرو من بلدة المعيصره قضاء جبيل، جاءه بأوراق استنسخها من مخطوط موجود عند بعض أقاربه من آل عمرو في وادي السلوق فيها أنه أتى من بلاد الموصل والعراق سنة 515 هجري في زمن الصليبيين أحد أفراد بني حمدان المدعو الضحان بن جندل القحطاني التغلبي الوائلي من آل ربيعة مع عشائره وأحلافه من مضر. ويقرر العلامة الامين، أما ما قاله بعض أفراد العائلة أن اسمه محمد بن هزاع وأنه جاء الى بلاد عامله والامير عليها بشارة بن مقبل وهو الذي تنسب اليه بلاده بشاره وحاربه ابن هزاع وغلبه وتزوج ابنة بشارة وأجرى عليه معاشاً حتى مات فلا يستند الى مأخذ وما هو إلا نوع من الاقاصيص التي تخرجها المخيلات. [5]

السوالمة في لبنان[6]  كما اخبر عنهم الشيح احمد شحاده المرعي فخذ من الثواليل من الهليبي من قبيلة السوالمة من المحلف من الجلاس من ضنا مسلم من وائل من عنزة أكبر العشائر العربية، وجدهم الشيخ حسن الفارس السالمي، وهو الجد الخامس للشيخ احمد شحاده المرعي أحمد بن شحادة بن حمد بن مرعي بن حسن بن حسين بن حسن الفارس السالمي، ومن اجدادهم أيضا صوان وشاهين وهم اخوين قبل الشيخ حسن الفارس السالمي وكانا فارسين في الجيش العثماني، ومن نسل شاهين : الشيخ حسن الفارس السالمي ومنه آل شحادة آل المرعي آل جمعة السوالمة، آل الدياب، آل الحسن، ومن نسل صوان : آل الخلف آل السعيد آل مهاوش العمري آل القاسم(بيروت)، وآل واكد وآل الشيخ وآل غانم وآل عبيد في شمال لبنان -عكار-(بلانة الحَيْضَة).

وجميع هؤلاء الذين ذكرنا غادروا جنوب لبنان بعد تمكين آل علي الصغير في الحكم ونزحوا الى السواحل اللبنانية مثل السعديات والناعمة وعكار، وفي العام 1900  نزلوا من من تلك المناطق الى بيروت منطقة المسلخ الكرنتينا، وبقي آل واكد وآل الشيخ وآل عبيد وآل الغانم في عكار، ومن وجهائهم في عكار الشيخ عمر الغانم والشيخ ابو حاتم.

ومن وجهاء السوالمة في بيروت نذكر : الشيخ احمد شحاده المرعي، الشيخ محمود عوض شحادة، الحاج علي حسين المهاوش، الحاج شحادة حسن الخلف، أحمد حميد الشحادة ،الحاج حسين جمعة السوالمة، الشيخ محي الدين شحادة المرعي، الحاج علي حسين القاسم، الحاج محمود جمعة السوالمة، السيد خالد عمر شحادة، السيد احمد الخلف، السيد علي الخلف، الشيخ في دار الإفتاء حسين شحادة المرعي، الحاج عصام السعيد، الحاج سامي محسن السعيد الحاج سليمان الحسن، ومنهم الحاج جمعه السوالمه (توفي) وعوض شحاده (توفي عام 1958) الحاج حسين القاسم (توفي عام 1990).

وكان هناك تبادل للزيارات في الربع والنصف الاول من القرن الماضي بين الشيخ عافث ابن جندل ووجهاء السوالمة في بيروت آنذاك ( رحمهم الله جميعا) ولكن انقطع التواصل نظراً للأحداث والظروف التي مر بها لبنان، وإنما بفضل الله عز وجل عاد التواصل بين ابناء العمومة في عديد من البلاد في الوطن العربي، وايضاً نذكر كان هناك زيارات بين السوالمة وآل الأسعد ( ذرية علي الصغير ) في جنوب لبنان على أيام الرئيس أحمد بك الأسعد (رئيس مجلس النواب اللبناني حينها) ومن أشهر تلك الزيارات زيارة الشيخ عافث ابن جندل والشيخ محمد عوض شحادة ( أبو عوض) والشيخ شحادة الحمد المرعي رحمهم الله جميعا.

زيارة الرئيس أحمد بك الأسعد رئيس المجلس النيابي آنذاك ونجله الرئيس كامل بك أحمد الأسعد في العام 1950 الى بيروت منطقة الكرنتينا –المسلخ:

زار الرئيس احمد بك الأسعد قبيلة السوالمة للتعارف اكثر فنصبت بيوت الشعر في باحة كبيرة عند عمومتنا آل الخلف وكانو من وجهاء قبيلة السوالمة (المرحوم الحاج حسن شحادة الخلف و أشقائه المرحومين حسين شحادة الخلف وخلف شحاده الخلف شيخ الشباب وحميد شحادة الخلف) بحضور عشيرة السوالمة والعشائر التي كانت تسكن تلك المنطقة من الزريقات والنعيم والعرانسة، وتوزع الشباب على أسطح المباني وعندما أطل موكب الرئيس أعطى الإشارة شيخ الشباب المرحوم خلف شحادة الخلف لإطلاق الديناميت والاعيرة النارية في الهواء ترحيبا بقدوم الزعيم الوائلي وذبحت الأغنام على شرفه وأقيمت الدبكة والدحية المعروفة في بلادنا وكان والدي حينها لا يناهز العشر سنوات وتقدم عمي الحاج محي الدين شحادة المرعي والقى قصيدة شعرية مهداة للضيفين، وكان رأس الدبكة والدحية الشيخ محمد مصطفى شحادة (ابو عوض) وكان معروفا بشجاعته واستشهد عام 1958، استشهد في الحرب التي دارت في لبنان تلك الايام.