إسم عائلة زلاطيمو في القدس يعود إلى مئات السنين كما هو موجود في سجلات المجلس الإسلامي والأوقاف الإسلامية. في سنة 1860 عاد محمد زلاطيمو إلى القدس بعد إنتهاء خدمته العسكرية في الجيش العثماني، كان قد أتقن صناعة الحلويات العربية وخاصة المطبق المعروف بمطبق زلاطيمو. افتتح دكاناً صغيرة في سوق باب خان الزيت بجانب درج دير الأقباط وهذا الشارع كان الشارع الرئيسي للتسوق في القدس القديمة، كان يعمل المطبق للفطور فقط، ولم يكن في المحل متسع لجلوس الزبائن فكانوا يأخذون المطبق إلى البيوت، أما من كان يريد الإفطار على الماشي فكانوا يجلسوا في مقهى ازحيمان الذي كان مقابل محل زلاطيمو حيث يطلبوا المطبق من زلاطيمو والقهوة والشاي من مقهى ازحيمان، وكان كثير من العائلات يطلبون المطبق إلى البيوت في احتفالات الأعراس وحفلات الطهور ولإكرام ضيوفهم القادمين من خارج القدس وغيرها من المناسبات.
بعد فترة قصيرة وشهرة المطبق والحلويات استأجر المحل التاريخي المجاور الذي يحوي صالة جلوس ومتسع من المحل لتوسيع العمل في الحلويات العربية وبنى فرن على الحطب يتسع للصواني الكبيرة، هذا المحل جزء من ملك وأوقاف عائلة الخالدي المقدسية وما زال، في هذا المحل يتمثل التعايش الاسلامي والمسيحي بكل معنى الكلمة- في المحل يوجد بقايا من سور ساحة كنيسة القيامة والتي بنيت في عهد الإمبراطورة هيلانه الرومية- ومن هذا الباب كان زوار الكنيسة يمرون في طريق للزيارة والصلاة وما زال الحجاج المسيحيين يدخلون إلى المحل لرؤية هذا الباب والحجارة الضخمة الباقية من السور، ويوجد فوق المحل مباني لدير الأقباط ودير الخبش وعلى الباب توجد المحطة العاشرة التي توقف عندها السيد المسيح عليه السلام (The Tenth Station of the Cross)، وبجانب المحل يوجد الدرج الذي يؤدي إلى المساكن التي فوقه حيث تسكن عائلات مسيحية كثيرة، وطوال السنين وحتى يومنا هذا لم يحصل أي خلاف بيننا وبين السكان أو الأديرة.
محمد زلاطيمو تزوج من المرحومة جميلة التي أنجبت ابنه ابراهيم، بعد وفاتها تزوج زوجته الثانية والتي أنجبت ثلاثة أولاد أحمد وموسى ورشدي، كان إبراهيم قد تعلم في المدرسة القراءة والكتابة وتعلم من والده صنعة المطبق والحلويات العربية وعمل مع والده. بعد وفاة المرحوم محمد أبو إبراهيم تولّى إبراهيم المسؤولية لتربية إخوته الأصغر والعمل في المحل وأصغرهم رشدي الذي ولد بعد شهر من وفاة والده، أحمد وموسى عملوا بأشياء خارج المحل، رشدي إختار السفر إلى أمريكا للعمل هناك وعندما عاد في سنة 1930 تمكن من بناء عمارتين وعاش من دخل الأجرة ولم يعمل في أي شيء آخر